skao_45
عدد الرسائل : 10 تاريخ التسجيل : 19/11/2007
| موضوع: نحن المعوق,,,, والأخر 1 الأربعاء نوفمبر 21, 2007 7:56 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ( ص 1)
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه ونسترشده، ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وأشهد أنه خير الأنبياء وسيد الأصفياء وأسأل الله أن يسقينا من كفه شربة هنيئة يوم القيامة من حوضه المورود لا نظمأ بعدها أبدا إنه لا يخلف الميعاد:.نحن المعوق,,,, والأخر الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم ** الأصمى يتمنى سماع الأصوات ** والمقعد يتمنى المشي خطوات والأبكم يتمنى أن يقول كلمات** وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلم
أما بعد يا عباد الله أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله عز وجل وأذكركم يوماً تعرضون فيه على الله ) الإخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِين يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِئيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( اللهم اجعل حملنا موصولا، واجعلنا يوم القيامة من أهل الفلاح والنجاح واجمعنا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا أرحم الراحمين. أما بعد:
أيها الإخوة إن كلمة (المعاق) لا تقتصر على من أصيب بالشلل فقط، بل تتعداه إلى الإعاقة السمعية والبصرية والعقلية والنطق، والإعاقة الجسدية، كما أن هناك إعاقات تحدث بسبب الأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض، وهناك إعاقات بسبب الحوادث المختلفة (وقانا الله شرها آمين) ومهما يكن لن تكن هذه الإعاقات عائقا في وجوه أصحابها ، بل إن الكثير منهم انطلقوا بعقولهم وعلومهم وأفكارهم وآدابهم وثقافتهم انطلقوا يبدعون في كل المجالات فمنهم العلماء والشعراء والأدباء والفلاسفة والمفكرون والأطباء وغير ذلك الكثير وهنا نبذة قصيرة عن بعض الأشخاص ممن أصيبوا بهذه الإعاقات المختلفة، ولكنهم وضعوا بصماتهم واضحة في العلوم بل وفاقوا غيرهم من غير لذوي الاحتياجات الخاصة، بمراحل كبيرة، وهذا دليل واضح على أن الإعاقة لا تشكل حاجزا أمام العقل والفكر وبعد أيها الأخوة والأحبة، الحديث عن المعاق في الإسلام يقودنا إلى الحديث عن هذه الأمة المعاقة، هذه الأمة التي تسلقت عليها مكائد الدهر وسقطت في أوهام ذاتها فلا هي قادرة على أن ترد الشعور ولا هي قادرة أن تنتصر أو تنتصف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحق أيها الأخوة والأحبة أن الحديث عن لذوي الاحتياجات الخاصة، أو كما انتهى إليه الاجتهاد الاجتماعي اليوم إنما يتصل بأولئك الذين ابتلاهم الله عز وجل بشيء من المحن فيما يواجهون من حياتهم، وقد تدبرت في حال مجتمع النبي صلى الله عليه و سلم لأدرس ظاهرة الإعاقة، ذلك أنه ما ينبغي أن يدركه الناس أن المعاق في ابتلاء شاء الله أن يبتلي به الناس، وفي امتحان والدنيا كلها دار امتحان وبلاء، قدر الله واقع، رحم الله الإمام الشافعي يخاطب لذوي الاحتياجات الخاصة، يخاطب الإنسان حين يطحنه الدهر بكلله، فلا يبقى له ظهير يستظهر به إلا الله، ولا وكيل يتوكل عليه إلا الله، ولا نصير ينصره إلا الله:
أراد ما يكون إذا لم يكن ما تريد هكذا يتوجه الإسلام لمن ابتلاه الله عز وجل في جسده أو عافيته بشيء، يدعوه أولاً إلى استعادة عافية الروح، و عافية القلب،و عافية العقل، و عافية اليقين، و عافية الضمير، و أن يتوجه إلى الله عز وجل في الرضا وقرة العين، لا أكتمكم أنني عانيت كثيراً عندما أردت أن أهيأ لهذا الموضوع، وقد بحثت في حياة الصحابة عن أصحاب الإعاقات، عن لذوي الاحتياجات الخاصة، من الصحابة لنرى كيف تعامل المجتمع الأول مع لذوي الاحتياجات
الخاصة، عانيت لأنني لم أجد ذوي إعاقات، وذلك ليس لأنه لم يكن فيهم ذو إعاقات ولكن لأن المجتمع الإسلامي بحكمة النبي صلى الله عليه و سلم تمكن من دمجهم دمجاً تاماً في المجتمع فلا تبدو إعاقاتهم،مثل عبد الله بن مسعود هذا الصحابي الجليل الذي نقرأ تاريخه في تاريخ النبوة، وقد اسـتحق وصف النبي (أعلم أمتي بالحلال والحرام عبد الله بن مسعود) هذه الرتبة العلمية الباذخة التي تتهاوى عندها كل رتبة أكاديمية لأن الرتب الأكاديمية توقع في الجامعات وهذه رتبة موقعة من رسول الله، عبد الله بن مسعود كان أقرب الناس إلى رسول الله، عبد الله بن مسعود كان يحسب في أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم ، وعلمه وفضله في التفسير تصنف به التصانيف الكبار،عندما فتحت العراق كان عبد الله بن مسعود على رأس علماءها الذين كانوا جيشاً آخر من جيوش الفتح، وعهد إليه بأمر أمارة الكوفة وأمر القضاء في العراق سنين عددا، إننا ندرس حياته وانطلاقته ونجاحاته وما أنجزه في الحياة، ولكن علينا أن نتذكر أن ابن مسعود كان من أشد ذوي الإعاقات في المجتمع، إعاقات بدنية، يجب أن نتذكر أن ابن مسعود لم يكن يزيد طوله عن أربعة أشبار، لقد كان قزماً بالنسبة للقياس الجسدي ولكنه كان عملاقاً في مقياس العطاء والعمل، و ذلك فإنه روي أن النبي صلى الله عليه و سلم كان مع أصحابه عند جبل أحد فهبت ريح شديدة وكان ابن مسعود يلبس جلباباً فحملت الريح ابن مسعود من جلبابه حتى صار يتمسك بالشجر لئلا تأخذه الريح، فضحك منه الأصحاب فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم: (أتضحكون من دقة ساق ابن أم عبد، والله إنه عند الله أثقل من جبل أحد)، لقد تمكن ذلك الصحابي صغير جسداً أن يصبح عملاقاً وأن يحكم العراق، وأنتم تدرون ماذا يعني حكم العراق، وتدرون طبيعة ذلك الشعب العسير، هكذا كان عبد الله بن مسعود وهو في إعاقته أن يتبوأ مواقع متقدمة في الحياة، إنهم لم يشيروا إليه عبر تاريخ حياته أنه من ذوي الإعاقات، وإنما نظر على علمه وعطاءه وفضله وكان الأصحاء يذهلون عندما يقرؤون تألق عبد الله بن مسعود وتبوأه لمنازل عالية في المجد والفخار.
نائب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، كلكم يعلم أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج إلى غزاة كان يولي مكانه من ينهض بأمر المدينة وكان نائب النبي صلى الله عليه و سلم في رحلاته التي يغزو بها، أكثر صحابي عهد إليه بنيابة الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هو عبد الله بن أم مكتوم نائب رسول الله، النبي صلى الله عليه و سلم ، كان رجلاً ضريراً لم يكن يبصر دربه، ولكنه كان يبصر بقلبه وائتمنه الرسول صلى الله عليه و سلم على شعيرة الصلاة، فكان هذا الرجل الضرير مؤتمناً على الأذان، الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، فهو يحشر يوم القيامة من أطول الناس أعناقاً، وعبد الله بن أم مكتوم الذي يذكر علمه وفضله وخبرته السياسية والإدارية، قل أن يُذكر أنه كان من أصحاب الإعاقات، لأن الإسلام تمكّن من إدماجه في المجتمع، بحيث استفيد من مواهبه ولم يعامل بما يجتهد به البعض من عطف وإحسان، لقد تمكن من تبوأ مقعده في العمل العام بكفاءة وإدارة وعناية ودربة، ويشاء الله عز وجل أن يعلمنا شيئاً من هدي عبد الله بن أم مكتوم فقد كان رسول الله ,في رعاية، في حوار مع زعماء قريش وأشرافها من ذوي المال والحسب والسؤدد، ويطل عليه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى ويطلب منه أن يعلمه شعائر الإسلام، والنبي صلى الله عليه و سلم لم يشتمه ولم يضربه ولم يخرجه وإنما تغير وجهه، عبسَ إنه يرى أن الساعة غير مناسبة لدخول هذا الأعمى ونحن في حوار مع أشراف قريش وزعماء العرب، عبس وتولى، ولكن ما يدريك إن الله سبحانه وتعالى شاء أن يخلد موقفاً من مواقف العتاب لنبي الإسلام لأنه أشاح بوجهه عن واحد من لذوي الاحتياجات الخاصة، ) عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الأعمى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى
لقد كان موقفاً عجباً في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم, وأعجب من ذلك أن يخلد القرآن هذا المعنى فنقرأه في كل صلاة، لنعلم أن الأمم المتحضرة التي تباهي اليوم بأنها وفّرت بعض المقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، في الأولويات أو في الأسواق أو في المدارس فإن الإسلام وفر مكاناً محترماً لذوي الاحتياجات الخاصة، في صريح القرآن، سورة الأعمى، السورة التي نزل فيها وحي من السماء، من أجل الانتصار لذوي الاحتياجات الخاصة، ، وهنا أحب أن أستطرد قليلاً لأقرأ معكم أن النبي صلى الله عليه و سلم ,لم يركب إثماً أو جرماً أو كبيرة كما يتخيل للبعض وإنما كان عليه الصلاة والسلام في إعراضه عن الأعمى مجتهداً ولكن الله صوَّب له اجتهاده، ذلك أن الرجل إذا عبس في وجه أعمى ما عساه يصيبه، هل يرى الأعمى بسمتك أو عبوسك، إنه لا يرى ابتسامك ولا عبوسك، إن الله لم يقل شتم وتولى، أو ضرب وتولى، أو نهر وتولى، أو صاح وتولى، لقد قال عبس وتولى، وماذا يضير الأعمى إن عبست بوجهه، ولكن كما قال الأول: حسنات الأبرار سيئات المقربين، لم يكن لهذا المشهد أن يقر من السماء من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأود أن أقول هنا أن الله عز وجل عندما عاتب نبيه عليه الصلاة والسلام لم يجابه بالعتاب، لم يقل له عبست وتوليت أن جاءك الأعمى، وإنما قال عبس وتولى أن جاءه الأعمى، ولم يصرح بأن هذا العابس هو رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حتى أن بعض المفسرين ذهب إلى أن العابس غير رسول الله ولكننا نتمسك بالظاهر ونقول هو رسول الله، ولكن الله عز وجل تلطفاً به واحتراماً له لم يذكره بصيغة المخاطب في صدر الآية ) عَبَسَ وَتَوَلَّى, أَن جَاءهُ الأعمى ( ثم قال بعد إذ ) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذكْرَى ( فخاطبه بكاف الخطاب، الخلاصة إذاً هنا واحد من لذوي الاحتياجات الخاصة، ترصد له سورة في القرآن الكريم،لم يكن هؤلاء الذين سلبوا نعمة الإبصار بالعين، لم يكونوا يفقدون بصيرة القلب، وكان الإسلام بعث فيهم روحاً دافقةً دافئة حتى إنهم يطالبون بحقوقهم،ليس على سبيل العطف والإحسان بل على سبيل الحق والانصياع للحقيقة، حتى عندما نزل قرآنٌ يتلى ) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه ِ ( مشى ابن أم مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،مشى الأعمى إلى النبي صلى الله عليه و سلم, في مسألة قانونية دستورية أضربتها السماء ورتلتها الأرض، ولكن عبد الله بن أم مكتوم قال يا رسول الله ما هذا الذي أسمع؟ كيف يقول الله: ) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ ( قال نعم يا ابن أم مكتوم، هكذا نزلت، وهكذا تلقيتها، وهكذا قراءتها على الناس، قال يا رسول الله، الله أعدل من هذا، ماذا صنع الأعمى؟ لماذا لا أستوي مع المبصرين، والله لو كنت لأجد جهاداً لجاهدت، ولا كنت على رأس المجاهدين، فيلتفت النبي صلى الله عليه و سلم,إلى هذا الأعمى فيحار فيه، إنه من لذوي الاحتياجات الخاصة، من ذوي الإعاقات، ولكن الروح التي بعثها الإسلام في فؤاده جعلته أيها الإخوة أكبر من كل وهم، وجعلته يشمخ بجبينه إلى السماء، حتى يقول إنني | |
|