الفتاة المعاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفتاة المعاقة

كل ما يخص الفتاة المعاقه من كافة جوانب الحياة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المسامح كريم....لكن ليس دائما

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفتاة المعاقة
الادارة



عدد الرسائل : 476
تاريخ التسجيل : 07/08/2007

المسامح كريم....لكن ليس دائما Empty
مُساهمةموضوع: المسامح كريم....لكن ليس دائما   المسامح كريم....لكن ليس دائما Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 03, 2007 12:42 am

اقيمت الصلاة في المسجد، فاخذت لي مكانا في الصف الاول. وكان في الصف الثاني صديق لي اسمه "عماد"، يكبرني سنا وبدنا، فهو اكبر مني بسبع سنين تقريبا، وجسمه اكبر من جسمي بمرة وربع تقريبا. حاول عماد التقدم لسد ثغرة صغيرة بيني وبين جاري، فمنعته بيدي ودفعته الى الخلف قائلا: "الصفوف الامامية للكبار فقط، اذهب الى الصفوف الخلفية وجد لك مكانا هناك، هذه هي السنة." ولأن الإمام قد كبّر وكبر خلفه المصلون، لم يجد عماد بدا- امام الحاحي على منعه- من الرجوع الى مكانه ، حيث انه بقي في المسافة الفاصلة بين الصفين حائرا لا يدري ماذا يفعل: ايتقهقر الى الوراء حيث مكانه الذي ربما شغله غيره، ام يعيد الكرة فيتقدم فلا يجد له مكانا؟. بعد حيرة لا يحسد عليها امام عباد الله، عاد الى مكانه وهو يستشيط غضبا ويتمزق غيظا. اما انا فلم افهم من صلاتي تلك شيئا، فلم يذهب خيالي الى حيث النعيم او الجحيم، بل كنت افكر فيما يمكن ان ينالني من عماد بعد انقضاء الصلاة ، خاصة وان كفه تشبه المطرقة الى حد كبير.

ما ان سلم الامام، حتى بادرت بالخروج بخطى واسعة، دون ان اكمل حتى التسبيحات، لتلافي الموقف "البايخ" الذي يمكن ان تدخلني فيه تكف عماد التي لا ترحم امام جموع المصلين. وما ان خرجت الى الشارع بخطى واسعة وقلب سريع الخفقان، حتى قابلني شاب من المنطقة، فسلم علي وطلب مني مساعدة ارشادية تتعلق بمشكلة حدثت بينه وبين شخص آخر (الذي يسمعني يقول اني لقمان الثاني). ودار بيننا الحوار التالي، والذي انساني كوني مطلوبا أمنيا لاحد "الجلادين":

- هو: اخي ممكن آخذ من وقتك دقائق؟

أنا: بكل سرور، تفضل اخي، انا بالخدمة.

- هو: حدث بيني وبين فلان سوء تفاهم تطور الى شجار، فضربني وحال الناس بيني وبينه دون ان اتمكن من رد اعتباري واخذ ثأري منه، فماذا تقول: هل آخذ بثأري ان وجدته ام اعفو عنه، علما بان دمي يغلي واكاد اتمزق من الغيظ؟

- انا (حكيم العصر): في الحقيقة يا اخي، الشرع يبيح لك ان ترد عدوان غيرك عليك بمثل ما اعتدى عليك، وهذا حقك، فالعين بالعين والسن بالسن، ولكن هناك شيء اعظم من ذلك، وهو العفو عن اخيك، وهذا أمر مجزيٌ عند الله، وهو من شيم الكرماء والمتقين، حيث ان الله تعالى يقول: "فليعفوا وليصفحوا، الا تحبون ان يفغر الله لكم" . ثم ان هناك امرا آخر يجب ان تضعه في حسابك يا اخي الحبيب، وهو ان اغلب الناس –وللأسف- لا يلتزم عند حدود الشرع اوالعقل، فقد تأخذ بثأرك منه فيرد ضربتك بضربة أخرى قد تؤزم الموقف، ومن يدري، فلربما يتطور الامر الى درجة الدخول في دماء، والعياذ بالله. لذلك فان العاقل هو من يكظم غيظه ويكبح جماح الشر ويقيده في اضيق الحدود،، خاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الفتن والمشاكل وساد فيها الظلم وغاب فيها الرادع من شرع او قانون، والله المستعان. واظن ان هذا هو سر مقولة عيسى عليه السلام: "ان ضربك احد على خدك الأيمن فأدر له خدك الــ.......................طرااااااااااااااااااق!! !!!!!! (هنا جفل الحكيم مرتعبا وسكت فجأة وانقطع عن العالم، كجهاز تلفاز قطع عنه التيار الكهربائي، حيث كانت كف عماد (التي انطبعت على رقبتي واصدرت صوتا لفت انتباه كل من كان في الشارع المكتظ) كفيلة بإسكات حكيم العصر، فما زدت كلمة على نصائحي لذلك المسكين سوى قولي وبخجل "أحمر": "أرأيت، ها انذا تعرضت لما تعرضت انت اليه، وكما ترى فاني سكتُ واحتسبت ذلك عند الله ولم ولن ارد، وسأقابل الصفع بالصفح." (ليس لان المسامح كريم، ولكن لان صفعة واحدة افضل من صفعتين قابلة للزيادة، كفاكم الله شرها).[/align:f5fb9e55f9]

المسامح كريم....لكن ليس دائما Quote
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المسامح كريم....لكن ليس دائما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفتاة المعاقة :: ¯`·.·••·.·°¯`·.·• الــــمــنـتـديـــات الـخــــاصـــــــــــــه •·.·°¯`·.·••·.·°¯ :: خمســ 5 ـــــه لقلبـــــــــــك-
انتقل الى: