عندما ينهار التمثال

خاطرة كتبتها عندما حدث ما لم أتوقعه من أنسان أعتبره قدوه,,,,

كان,,,

كالملاك....
جسم نوراني يسبح في سماء الفضيلة,,,

جناحاه تشع بضياء يقود التائهين إلى شاطئ النور,,,

حيث الخير والمحبة,,,
حيث الألفة والإخاء,,,,
حيث النقاء,,,,

كان,,,,
كالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء دروب الآخرين,,,

وعطاءه كان كالنبع الذي لا ينضب....وكلماته,,,

آآآآه من كلماته,,,

أن تكلم أجاد,,,
وأن صمت أصاغ....

أحببته,,,
فاتخذته قدوه,,,,
لا... لن أنسى كلماته,,, التي كالقناديل تضيء ظلام وحدتي,,,,
ضحكاته ,,,, التي كالفراشات الملونة تطير بحرية بين زهرات الحديقة الغناء

فتمسح دمعة هذه,,,
وتربت على كتف تلك,,,
وبالنسبة لي.......
كان رمز الطيبة المفقود في زمن أصبحت الطيبة فيه سفاهه...
وقدوة في وقت ضاعت فيه القدوه,,,,

حتى أتت ساعة ,,,,
غامت فيها الدنيا في عيني فأصبحت لا تساوي عندي جناح ذبابه..

نعم لا تساوي جناح ذبابه,,,,

وكيف نعيش في دنيا لا يسكن أرضها سوى الشياطين,,,

أتعلمون لماذا؟؟؟؟
لأن الملائكة كانت شياطين تتنكر في زي الطهاره,,,
وما هي,,,,

إلا الحثاله,,,,
نعم لا تساوي جناح ذبابة,,,

لان المنارة الشامخة المعطاءة أبت أن تبث ضياءها المزعوم,,,
بسبب حقد سكن جوفها المريض,,,
ففاحت رائحته....
لتعلن للقريب والبعيد,,,
أن أبتعد,,,
فأنا شرير عتيد....

عندها وفي تلك الساعة فقط......
انهار تمثال الفضيلة...!!!!

عدد الرسائل : 37 تاريخ التسجيل : 25/05/2010

إنها حالة تدعو إلى الرثاء..

الرثاء على انهيار تمثال الفضيلة..
ورثاء من أجلك يا مروة..
أن تنهار الفضيلة أمام عينيكِ، ويُصيبك هذا الإحباط المريع الحانق..
خاطرتك جد رائعة..
كلماتك فيها سلاسة..
وأسلوبك فيها مثير ومُنمق..
ومعناكِ فيها واضح..
وأدبك يغلف كل جملة، وكأنها حلوى غالية، لا ينتقيها إلا الأثرياء..
أثرياء المشاعر والإحساس..

لا أدري أأغبط هذا الشخص الذي نثرتي فيه خاطرتك في أعلاها.. أم أحنق عليه تحوله لهذا الشيطان الرجيم ؟..
الذي أدريه أنه خسر تلك الكلمات العلوية التي تمدحه بها شخصية مرهفة طيبة القلب ناصعته..
تبدوا لي الخاطرة في هيكلها كمعاق نصف جسده الأعلى مُعافى وسليم ومُتناسق، وجسده السفلي مُشوه وقبيح وعاطل..

مروة..
تقبلي مني بالغ أسفي على انهيار تمثال الفضيلة في وجدانك..
ولكن صدقيني الفضيلة ستبقى خالدة..
لا ريب أنها المنتصرة في النهاية..
لا يغرنكِ هذا الذي خدعك..
ولكن الفضيلة لها مكانتها، التي يُحافظ عليها قائمة شامخة ثمة أفراد متناثرين على صفحة العالم..
ولا أدري !.. لقد أحسست أن هذا الشخص مر بظروف قاهرة حولته رغماً عنه إلى تلك الحالة السلبية المقيتة إلى نفسك..
هل أُضايقك إن طلبتِ منكِ محاولة لتلتمسِ له عُذراً ما..
فيكفي أنه صنع لكِ صورة مثالية فريدة، كانت لتصبح حقيقية لولا نيتها.. ونيتها فقط.. ربما..
كل إنسان يُمكنه أن يصنع تلك الصورة المثالية من الفضيلة.. فقط عليه أن يُحسن نيته، ويُضفرها بعمله وسلوكه وتصرفاته..
وعندما يتمسك بالفضيلة كشعار حياة.. ساعتها يُمكننا أن نحكم عليه بالمثالية..
في مقدورنا أن نكون مثاليين وفُضلاء، ولكن النية هي التي تصبغ مواقنا وأعمالنا بنوعيتها..
في رأيي أن المثالية في دنيانا هي محاولات ومحاولات.. حتى تُصبح أغلب مواقفنا ومساراتنا الحياتية مثالية، ونتصف بالفضيلة..
برغم أننا كبشر لا نخلو من العيوب..
ولكن غالب عملنا هو ما يحددنا..
لستُ غامضاً، ولكن عملي يُحددني..
غالب أعمالي يُحدد مَن أنا..

احتفظي بكلماته يا مروة..
كلماته التي تُضيء كالقناديل ظلام وحدتك..
ولا تحكمي عليه بالكامل..
فلقد منحك من جماله ما ميزتيه وأمتعك وأرضاكِ..
وفي تلك الحالة.. يُمكنك الفوز بالمعاني المجردة، بغض النظر عن قائلها أو فاعلها.. أو باثثها..

** عندما ينهار التمثال**

عندما ينهار التمثال