الفتاة المعاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفتاة المعاقة

كل ما يخص الفتاة المعاقه من كافة جوانب الحياة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفتاة المعاقة....قصة الم وامل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الفتاة المعاقة
الادارة



عدد الرسائل : 476
تاريخ التسجيل : 07/08/2007

الفتاة المعاقة....قصة الم وامل Empty
مُساهمةموضوع: الفتاة المعاقة....قصة الم وامل   الفتاة المعاقة....قصة الم وامل Icon_minitimeالثلاثاء مارس 25, 2008 9:38 pm

الحديث عن الفتاة المعاقة ألم وأمل..ألم يرفع في طياته شارات المعاناة والأسى حينما توصد الأبواب..وتغلق الدروب..وتضيق رقعة السبل..وأمل يعلن عن انهزام اليأس والمرارة..وتسلق أسوار المعاناة من أجل بناء حاجز منيع من الثقة والتحدي الممتزج بالعزيمة والاصرار..والانتصار على زوايا الانكسار. وعلى الرغم من أن معظم الآراء أجمعت على أن الفتاة المعاقة لا تزال تئن من محدودية الفرص الممنوحة لها في العمل الوظيفي وفي الزواج وإنها لا تزال تقف على مفترق طرق تغلفها روح الشتات والحيرة..إلا أن هناك نماذج مضيئة وبصمات مشرقة تطل من وراء الستائر المعتمة..والحجب الكثيفة..لتعلن عن نفسها في قوة وثبات..ان تحقيقنا هذا ينصب على ضرورة تعديل النظرة الجائرة إزاء الفتاة المعاقة ومنحها حقوقها الإنسانية المشروعة.. فهناك من ابتليت بإعاقة في قدميهاـ على سبيل المثال ـ إلا أن لها عقلاً ينبض..وروحاً تتأجج..وقلباً يهتز..في حنايا قلبها نداء شفيف تود الإصغاء إليه في عزوبة وحنين..وفي خلجات الروح همسات تود يوماً أن تطرب لنداء الأمومة الخلاب..ولكن من يعين تلك الفتاة المشحونة بعوالم الانكسار ويرتفع بها إلى مدارج الأمل والعطاء؟؟، إنها المسئولية الجماعية التي لابد أن تعلن عن دورها في تذويب مرارة العزلة..وردم جسور الانطواء..وتقليص مساحات الألم. انتهت حياتها بالانهيار ف.أـ ربة بيت ـ تروي واقعاً يشع ألماً وعذاباً لشقيقتها التي عانت من شلل في أطرافها السفلية بعد أصابتها بحمى حينما كانت تبلغ من العمر تسعة أشهر حيث تقول: ظلت شقيقتي ترزح تحت نير المعاناة وتعاني من وضع نفسي واجتماعي قاتم تكتوي بناره وتتجرع مرارته يوماً بعد يوم، لقد اضطرت شقيقتي للزواج من رجل عجوز يفوقها في العمر بسنوات عديدة نتيجة لتلك الإعاقة التي لازمتها منذ مرحلة طفولتها، وبدلاً من أن يسعى هذا الزوج للتخفيف من عبء معاناتها كان يعايرها في كل وقت وحين ويقول لها (كل ذي عاهة جبار)..لم يكن يتورع عن إيذاء مشاعرها وإهانتها ونعتها بأقبح النعوت..كان يرفض تماماً الخروج معها إلى المنتزهات أو الأسواق بحجة الخجل من مظهرها..الاستقرار الأسري والسعادة العائلية كان حلماً يداعب شقيقتي لكن ذلك الحلم ما لبث أن تحول إلى ذرات من الرماد..واستحال إلى وهم وسراب..فكان أن انتهت حياتها الزوجية بالطلاق.. وتواصل (ف.أ) سرد معاناة شقيقتها قائلة:- وفي تلك الأجواء القاتمة ساءت أحوال شقيقتي ووقعت في دوامة الاضطراب والقلق، وباتت تؤثر العزلة والانطواء،ووصل بها الأمر إلى مرحلة الانهيار النفسي..فنظرات الأخريات لها تجرحها وتصيبها في مقتل.. مما ضاعف من وطأة أحزانها وعذاباتها. كلمات الآخرين لا ترحم ضعفنا فتاة أخرى رفضت ذكر اسمها ـ أصيبت بإعاقة بدنية في ساقها بسبب حادث مروري تعرضت له وهي طفلة حينما كانت بصحبة والديها لكن تلك الإعاقة لا تحرمها من الخروج والمشي بصحبة العكازـ تقول: لا أفكر في الزواج مطلقاً.. فالزواج في نظري حلم بعيد المنال.. وأفق يتراءى لي وكأنه سراب.. أشعر دوماً أنه ليس من حقي التفكير في الزواج مطلقاً..لم يتقدم لي أحد لطلب الزواج مني يوماً..فكيف أفكر في الزواج؟؟ وحول مشاعرها إزاء تلك الإعاقة: تقول أحاول نسيان ما حدث لي..لكن عبارات السخرية والانتقادات الجارحة التي تطرق سمعي تصيبني بالأسى..وتشعرني بضآلة قدري في تلك الحياة..وتحجزني عن الرغبة في الاحتكاك بالآخرين..فأنا أبتعد دوماً عن الاختلاط بالناس تفادياً لما قد يطرق سمعي من عبارات جارحة تثير الألم في نفسي. نتعلم ثم نعود إلى الملل والألم فتاة أخرى أصيبت بإعاقة بدنية وأكملت تعليمها في أحد المعاهد المتخصصة لتأهيل المعاقات وحصلت على شهادة في الحاسب الآلي لكنها ظلت تقبع بين جدران أربعة تنتظر الخروج من رصيف الملل والانطلاق بعيداً عن واقع الألم المضني لكن هيهات..تقول: نتعلم لسنوات عديدة..ونحصل على شهادات..ونجتهد..لكننا في نهاية الأمر نعود إلى تلك الشرنقة لنتجرع الألم والاحباط..ونقاسي الملل والفراغ..وضعنا الاجتماعي صعب..كان في داخلي يكمن قليل من التفاؤل لكن بصيص الأمل بات يتناقص يوماً بعد يوم إلى أن وصل إلى مرحلة الصفر.. لماذا نحكم عليها بالموت رغم موهبتها مديرة التدريب والتطوير في مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين بالدمام الأستاذة: مصباح مشيخ ترى أهمية طرح هذا الموضوع بصورة دائمة لا سيما انه يمس شريحة هامة من المجتمع، وتعتقد مصباح مشيخ أن الإعاقة التي قد تعتري الفرد لا ينبغي أن تحرم الإنسان من ممارسة حقه الطبيعي والمشروع في الحياة، فلم نحكم على الفرد بالاضمحلال والتلاشي على الرغم من كونه يمتلك طاقات هائلة وجبارة في طيات هذا الجزء الصغير من الجسم المسمى بالعقل.. !! ولم ننعت المرء بالإعاقة والعجز ونطلق عليه أقسى النعوت وفي مكمنه طاقات هائلة يمكنها أن تفعل الكثير، إن العقل طاقة هائلة وجبارة وما دام أن الفرد يمتلك عقلاً سليماً يعطيه الفرصة للتجاوب والتفاعل مع الحياة فلماذا نشعره بالعجز والإعاقة..؟ وترى الأستاذة مصباح : أن المشكلة في التعامل مع الفتيات المعاقات تتفرع إلى عدة مسارات أولها عدم تبني المعاقات وظيفياً، فكثير من الفتيات اللاتي يعانين من إعاقة حركية أو خلل في إحدى الحواس أظهرن موهبة فائقة في مجال الرسم، ومع ذلك فإن تلك المواهب لا ينظر لهؤلاء بعين الاهتمام والرعاية الكافية.. ومن ضمن الأوجه الأخرى التي تصب في إطار المشكلة الافتقاد إلى الخدمات الاجتماعية وعدم توافر نوادي ترفيهية تمكنهن من تفريغ طاقاتهن الاجتماعية بدلاً من جعلها في طي الكتمان.. المشكلة تبدأ من الأهل وحول الأسباب الكامنة خلف نظرة المجتمع للفتاة المعاقة تقول مصباح مشيخ: لقد فتح الأفراد أعينهم على الحياة ولديهم اعتقاد يسيطر على أذهانهم مفاده ان الشخص المعاق هو إنسان مجنون، تلك الفكرة التي تترسب في أذهان كثير من الناس هي التي حرمت المعاقات من ممارسة أدنى حقوقهن الاجتماعية في الحياة، ومن هذا المنطلق فإن كثيراً من الأسر تحاول إخفاء أبناءها المعاقين ذكوراً كانوا أو إناثا, فالمشكلة إذاً لها جذور متشعبة أولها عدم تقبل الأهالي لأبنائهم المعاقين وتشير إلى أن الأهالي هم أول من يظلم الفتاة المعاقة ويجعلها حبيسة الجدران تشكو نير العزلة والانطواء وتكتوي بنار الحسرة والمرارة نظرة المجتمع السلبية للمعاقة فوزية المسلّم معلمة في معهد الأمل للبنات الصم بالدمام سابقاً ـ تنتقد النظرة السلبية المغلفة بروح الرثاء والشفقة التي تواجه بها الفتاة المعاقة من قبل أفراد المجتمع لافتة إلى أن تلك النظرة البسيطة التي يتهاون في أمرها الكثيرون فيها تقليل من أهمية المعاق وانتقاص لكيانه وإشعاره انه امرؤ غير طبيعي.. وتقول إن من المظاهر السلبية الشائعة في هذا الصدد إشاحة الوجه لدى رؤية الفتاة المعاقة والتشاؤم من منظرها بصورة تثير الحزن والأسى في خلجات نفسها لتشعرها بالنقص والحرمان.. وتعزو فوزية المسلّم العوامل الكامنة خلف النظرة السلبية التي تحيط بالفتاة المعاقة إلى قصور الاحتكاك بين أفراد تلك الفئة وبقية أفراد المجتمع نتيجة لتحرج الأهالي من إظهار أبنائهم المعاقين أمام الآخرين وفي الأماكن العامة..مما يعمق تلك الفجوة القائمة بين المجتمع وأفراد تلك الفئة. وتضيف فوزية المسلم : من خلال ممارستي التدريس في سلك التعليم العام وفي مجال تعليم الصم، ظهر لي ان الفتيات الصم قد اظهرن تفوقاً وإبداعاً في المجالات الفنية والأعمال اليدوية مقارنة بغيرهن من طالبات التعليم العام.. ضرورة تعاون المجتمع من جانبها الأستاذة : مريم العمودي ـ متطوعة في المساهمة في إعداد وتنسيق البرامج الختامية لإحدى المراكز المتخصصة في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة الدمام ـ ترى ان الإعاقة لا يمكن ان تقف حاجزاً أمام الإبداع، ولكن المحك الحقيقي الذي تبرز من خلاله تلك الإبداعات هو تعاون أفراد المجتمع وتعاطيهم.. وتضيف ـ مريم ـ قائلة من النماذج المؤثرة التي وقفت عليها من خلال تطوعي في هذا المجال نموذجاً لطفلة دون ذراعين ومع ذلك تمتلك موهبة إلقاء الشعر، وقامت بإلقاء قصيدة قمت بكتابتها في إحدى الحفلات الختامية بصورة أثارت إعجاب الحاضرات.. نموذج ناجح لامرأة عصامية الأستاذة ـ مها اليمني ـ مشرفة تربية خاصة بإدارة الإشراف التربوي تتحدث عن نموذج مضيء لا يبعد كثيراً عنها بل انه يكاد يلتصق بها ويمتزج بمفردات حياتها، فهي تتحدث عن أقرب الناس إليها تقول:- لقد أصيبت والدتي بالعمى منذ أن كان عمرها تسع سنوات بسبب علاج شعبي خاطئ في منطقة العين نتيجة أصابتها بمرض في عينها، والدتي عانت من مرارة اليتم حيث توفي والدها حينما كانت تبلغ من العمر عاماً ونصف فيما توفيت والدتها وهي في العاشرة من العمر، ومع ذلك فقد تمكنت من تأسيس حياة زوجية مستقرة أنجبت خلالها ثمانية من الأبناء، أربعة من الذكور وأربعة من الاناث.. منهم من وفقه الله لإكمال دراسته العليا وحصل على الماجستير، ومنهم من أكمل تعليمه العالي وحصل على شهادة الدكتوراه، لقد تحملت والدتي عبء مسئوليات المنزل والأبناء بمفردها..على الرغم من أن والدي توفي ونحن أطفالاً صغاراً..كانت تطهو جميع الأطباق والأكلات الشعبية بصورة تثير استغراب الجميع، ولم تقصر يوماً في حق أسرتها..بل كانت تبذل جهدها لإسعادهم. نموذج ناجح لامرأة صماء سناء النعيمي ـ كاتبة في معهد الأمل للبنات الصم بالدمام ـ أصيبت سناء بالصمم منذ ولادتها، ومع ذلك فهي تمتلك من مخزون قوة الشخصية والثقة بالنفس ما جعلها تحظى بإعجاب زميلاتها في العمل واحترامهن، تتحدث عن تجربتها قائلة: أعيش حياة سعيدة للغاية..ولم أشعر يوماً أن إصابتي بالصمم وقفت حائلاً دون تحقيق سعادتي وطموحاتي في الحياة..فأنا أمارس حياتي بصورة طبيعية..لقد تزوجت من رجل أصم وأنعم معه بحياة أسرية مستقرة..ووفقني الله لإنجاب خمسة أبناء..معاملة أسرتي وتحفيزهم الدائم لي وثقتهم بقدراتي وتشجيعهم المستمر لمواصلة الحياة بثقة وثبات جعلني أتخطى تلك الإعاقة وأتغلب عليها..إن المعاملة الإيجابية التي حظيت بها من جانب أسرتي كفلت لي التمتع بشخصية متزنة ومستقرة نفسياً. نموذج آخر يشع نجاحاً وبريقاً نعيمة الذواوي..معلمة فصول الكفيفات في الابتدائية السادسة بسيهات بالمنطقة الشرقية..حصلت نعيمة الذواوي على جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي حينما كانت في المرحلة الإبتدائية..واصلت نعيمة مشوارها العلمي المكلل بالطموح والإشراق إلى أن حصلت على شهادة البكالوريوس في قسم التربية الخاصة من جامعة الملك سعود بالرياض..تحملت نعيمة عناء البعد عن الأهل لأربع سنوات كاملة قضتها في سكن طالبات الجامعة بالرياض في سبيل تحقيق حلمها بالحصول على الشهادة الجامعية..نعيمة تحفظ من القرآن الكريم ثمانية أجزاء..فهي تواظب على الالتحاق بالمراكز الصيفية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم..نعيمة كانت تستثمر وقتها أثناء الفترة الطويلة التي تقضيها في الوصول إلى مقر عملها بالإحساء بحفظ القرآن الكريم. المعاق الحقيقي هو معاق الفكر نعيمة ترفض تماماً مفهوم الإعاقة الذي لا يزال مترسباً في أذهان البعض مشيرة إلى أن الكفيف إنسان لا يختلف عن الآخرين كثيراً..فالعقل هو محك الإنسان..فالكفيف وان حرم من نعمة البصر إلا أنه لم يحرم من نعمة العقل..وبامكانه أن يفعل الكثير..إن المعاق الحقيقي هو معاق الفكر..فالكثير من المبصرين يفتقدون الانتفاع الحقيقي من نعمة العقل ..وهم كثر. تجربة نعيمة الذواوي تحدثنا مع نعيمة عن تجربتها قائلة: على الرغم من ان دراستي الجامعية كانت تتطلب مني جهداً مضاعفاً إلا ان ذلك الأمر لم يفت في عضدي يوماً..ولم يثنيني عن مواصلة المسير في ركاب العلم..وخلال دراستي الجامعية كنت أتعرض لوعكات صحية جمة كحالات الإخفاق والإغماء..لكن هذا أيضا لم يجعلني أفكر بالتراجع عن الهدف الذي رسمته لذاتي..كانت تخالجني رغبة ملحة في تحقيق وجودي واثبات ذاتي..كنت أتمنى أن يكون لي دور إزاء المجتمع الذي أعيشه..وان أثبت للجميع ان الفتاة الكفيفة لا ينقصها شيء عن الآخرين سلاح الصبر في حياة نعمة حصلت نعيمة على وظيفة في سلك التعليم الحكومي في مدينة الاحساء..لكنها كانت تتكبد يومياً عناء الوصول إلى مقر عملها..فكانت تستيقظ من الثالثة فجراً لتذهب بصحبة زميلاتها المعلمات من مدينة الخبر إلى مدينة الاحساء دون كلل أو ملل..وظلت على هذا الحال لمدة أربع سنوات كاملة إلى أن تم نقلها إلى الابتدائية السادسة بسيهات..نعيمة تقول: لابد من الصبر..وبدون الصبر لا يمكن للمرء أن ينجز شيئاً وان يحقق أهدافه في تلك الحياة. كلمات الشفقة لم تؤثر في نفسي وحول ما إذا كانت قد تعرضت لانتقادات من البعض تقول نعيمة: كلمات الرثاء والشفقة التي تطرق سمعي كانت كثيرة..لكنني أدرك انني لو سمحت لمثل تلك الكلمات ان تتسرب إلى ذهني فإنني لن أصل إلى هدفي مطلقاً أتذكر ان بعض طالبات الكلية كن يقمن بعمل مقالب في الفتيات الكفيفات بغرض التفكه والمزاح..كنت استغرب حينها..هل وصل الاستخفاف بفتياتنا إلى هذه الدرجة؟؟ سألناها عن طموحاتها في الحياة فقالت: إن الله أنعم علي بنعم لا حصر لها..وأتمنى أن اسخر تل النعم في مجال خدمة المكفوفين من خلال نشر الوعي بين أسر المكفوفين وإرشادهم إلى أساليب التعامل الملائمة مع أبنائهم. طالبة متفوقة رغم الإعاقة نموذج آخر لفتاة طموحة : غادة البراك تخرجت من معهد الأمل للبنات الصم بالدمام حصلت على معدل 99.6% وكانت من الطالبات المتفوقات بالمعهد، التحقت بعدها بجامعة الملك فيصل تخصص نظم المعلومات ـ في بداية الأمر أحست بصعوبة التأقلم مع زميلاتها في الجامعة لكنها بمرور الوقت تخطت تلك الصعوبات وتمكنت من مواصلة دراستها في الوقت الذي أمكنها فيه أيضاً عقد صداقات متعددة مع زميلاتها في الجامعة وحالياً تقضي وقتها بسعادة وقناعة تامة في رحاب الجامعة التي تدرس بها. بالعزيمة والأمل نحقق الكثير تحدثت لنا معلمتها في المعهد هدى الدوسري ووالدتها السيدة الجوهرة البراك ، تقول والدتها: أصيبت غادة ابنتي بالحمى الشوكية حينما كانت تبلغ من العمر عاماً واحداً..هذا الوضع الصحي المفاجئ الذي ألم بها جعلها تقضي في رحاب المستشفى شهراً كاملاً..لقد خرجت غادة من المستشفى لكنها خرجت وقد أصيبت بالصمم..وتضيف قائلة: لم أصب باليأس مطلقاً..ولم يراودني الإحباط يوماً..فابنتي كغيرها من الفتيات لابد أن تنال حقها في التعليم والحياة، فالأمل هو أجمل شيء في هذه الحياة..والإنسان بالعزيمة والأمل يمكنه أن يفعل الكثير..فالعزيمة والأمل صنوان لا يفترقان..كنت حريصة أشد الحرص على رعاية ابنتي والاهتمام بتعليمها تزوجت ونجحت في الحياة مريم بو قرين فتاة أخرى في العشرينات من العمر أصيبت بالصمم بسبب التهاب في الأذن حينما كانت تبلغ من العمر عاماً واحداً، تقول والدتها شمسة رضى: لم تكن ابنتي تتحدث مطلقاً..هالني الأمر في البداية..قمت بعرضها على العديد من الأطباء..ولكن النتيجة كانت واحدة..لا يمكن فعل شيء إزاء تلك الإصابة..ابنتي مريم تزوجت الآن وهي تدير شئون بيتها بسهولة ونجاح..فالإصابة بالصمم لم تحرمها من مواصلة حياتها بصورة طبيعية للغاية. الفتيات يشتكين الوحدة والفراغ هدى الدوسري ـ معلمة في معهد الأمل للبنات الصم بالدمام ـ ترى أن النظرة المحاطة بالفتاة المعاقة تحمل في طياتها نوعاً من القسوة، ومن الضروري بمكان تعديل تلك النظرة الجائرة وتغييرها، فالفتاة المعاقة لا تزال تئن تحت كم هائل من الضغوط النفسية والاجتماعية بسبب حرمانها من الحصول على حقوقها الاجتماعية. وتضيف قائلة: في بعض الأحيان تتصل علي بعض طالباتي اللاتي تخرجن من المعهد وبقين حبيسات البيوت والجدران ليشكين همومهن التي لا تنتهي، فإحداهن تقول: ((لقد مللت الجلوس في البيت)) وأخرى تقول: ((لقد تعبت كثيراً من الانطواء داخل المنزل)) ما نراه ونسمعه من الفراغ يدفعنا للتفكير دوماً في إنشاء مصنع نسائي لتغليف الهدايا يمكن من خلاله احتواء قدرات هؤلاء الفتيات وتبني آمالهن وطموحاتهن ان الفتاة المعاقة لا تتوافر لديها الفرص الوظيفية الكافية مقارنة بغيرها، ونتيجة لذلك غالباً ما تقع في قبضة مشاعر الألم والإحباط، وعادة ما تستولي عليها الهموم والأحزان00 وتضيف قائلة: إن هذا لا يجعلنا نغفل عن النماذج الواقعية المشرقة لفتيات عديدات، فمن طالباتي من تزوجن من رجال صم وأنجبن أبناء وحققن حلم الأمومة واستمتعن بها، ومنهن من أظهرت إبداعات جمة في مجالات الرسم والفنون اليدوية00 وتدعو هدى الدوسري إلى ضرورة توفير الفرص الوظيفية للفتيات المعاقات وعدم إهمال احتياجاتهن الفعلية للعمل، ومحاولة توظيفهن في المجالات العملية التي تواكب قدراتهن وإمكاناتهن المتاحة كالعمل في مجالات الكمبيوتر ومجالات تنسيق الزهور..والرسم والتفصيل والخياطة، وإلحاقهن بالدورات التدريبية التي تؤهلهن لخوض غمار العمل في تلك المجالات. مقاعد في الجامعة للمعاقات منى الأميرـ معلمة في معهد الأمل للبنات الصم بالدمام ـ تدعو إلى ضرورة تخصيص مقاعد في الجامعات للفتيات اللاتي يعانين من إعاقة حسية أو حركية كما تطالب بضرورة فتح فرص عمل كافية لخريجات تلك المعاهد لاسيما أنهن يمتلكن الكثير من القدرات والمواهب المختلفة، وتنوه بتأثير ذلك الأمر في تيسير احتكاك هؤلاء الفتيات بالمجتمع وعدم بتر الصلة القائمة بينها وبين الآخرين. دور المؤسسات الإعلامية لاشك أن دور المؤسسات الإعلامية كبير ومحوري في نشر الوعي الاجتماعي بسبل الارتقاء بواقع أفراد تلك الفئة والتركيز على ضرورة منحهن حقوقهن المشروعة سواء في الزواج أو العمل أو حتى في مجال الاحتكاك بالآخرين، ومساعدة الفتيات على النظر للإمكانيات والجوانب الإيجابية التي حباهن الله بها وإشراكهن في برامج وأنشطة فاعلة تزيح عنهن عبء الضغوط النفسية والاجتماعية التي يقن في براثنها. رأي الأخصائية الاجتماعية منال أبو السعود ـ أخصائية اجتماعية في إحدى مراكز الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة القطيف ـ ترى أن الاهتمام بمصابي الإعاقة الحركية لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب ولم تصل الخدمات المقدمة لأفراد تلك الفئة إلى الوضع المأمول00وثمة أمور ودلالات في الواقع الحالي تشير إلى أن المرء عادة ما يقابل بالتهميش بمجرد أن يفقد عضو من أعضاء جسمه سواء على صعيد الحياة الاجتماعية والزوجية أو على صعيد الحياة الوظيفية..وهذا أمر يجافي روح الإنسانية وعين الصواب.

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأمواج العاليه




عدد الرسائل : 105
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

الفتاة المعاقة....قصة الم وامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتاة المعاقة....قصة الم وامل   الفتاة المعاقة....قصة الم وامل Icon_minitimeالأربعاء مارس 26, 2008 10:20 pm

كلام جميل وواقعي
تسلمين ياأختي العزيزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاة المعاقة....قصة الم وامل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفتاة المعاقة :: ¯`·.·••·.·°¯`·.·• مــنــــتـــــدي المقالات •·.·°¯`·.·••·.·°¯ :: مقالات متنوعه-
انتقل الى: