يأتي الحب في زمن حزين..
هل يأتي في زمن مبهج ؟..
لا أدري..
كل الذي أعرفه أنني لم أذقه إلا في أزمنة حزينة..
نعم يأتي في أزمنة حزينة، ولكن القلب يحتويه ويُبهجه ويُنشيه.. ويظل الزمن حزين..
أنا أعتقد أن الحب لا ينكسر زمنه الحزين إلا بعد النفاذ من تلك الدنيا المُجهدة..
ومع ذلك.. فإن الدنيا المُجهدة طريقاً لازماً في رحلة الحب الأبدية.. الحب يمر بالدنيا، ولكنه لا ينتهي فيها.. بل يعبر الآخرة، ويدخل الجنة بغير حساب يإذن ربه، وهناك مستقره بلا ريب مع طرفيه..
ولكن أسطورة الحزن دائماً تتعلق بأحجية الحب الغامضة والمحيرة، والتي لم ينجح أحد في حلها..
الحزن هو الذي يصنع البهجة والاستلذاذ بالعذاب..
الحزن يُجهد قلب المحب.. لأنه يستعذب عذاب الحزن والشجن اتجاه حبيبه.. يشعر أن الحزن حق للمحبوب الذي خرق كل مقاييس الجمال والكمال من وِجهة نظره..
عندما يختفي الحزن من القلب فاعلم أن حبٌ إلى زوال.. قد وُئد وزُهقت روحه..
الحزن مرحلة في الحب الأبدي يتصل، اتصالاً وثيقاً بمرحلة الدنيا في رحلة الحب الأبدية..
حزن محبب..
نادر..
كالذهب..
أو كالياقوت..
حزن مُبهج، مُرهق..
ينبت كزهرة نادرة تخرج للشمس، تنمو متئدة متأودة..
لهذا غلب المفكرون والأطباء في سر الحب، الذي يجمع بين قلبين مُرهفين من ذكرٍ وأنثى، ويُوحدهما.. اجتمعا، أو افترقا..
نقل يدعوا للتأمل يا فاطمة..