الفتاة المعاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفتاة المعاقة

كل ما يخص الفتاة المعاقه من كافة جوانب الحياة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث الاسبوع المعاناة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفتاة المعاقة
الادارة



عدد الرسائل : 476
تاريخ التسجيل : 07/08/2007

حديث الاسبوع المعاناة Empty
مُساهمةموضوع: حديث الاسبوع المعاناة   حديث الاسبوع المعاناة Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 03, 2007 9:46 am

تبدأ معاناة الأبوين عندما يكتشفان وجود إعاقة عند الطفل ، عادةً بعد التشخيص من قبل المختص ، و هنا تتكون سلسلة متتابعة من ردود الأفعال تتفاوت في حدتها و تعتمد على بعض العوامل مثل العمر ، المستوى التعليمي و الثقافي ، و الإستعداد النفسي خاصةً إذا كان الأبوان قد لاحظا وجود مشكلةً ما و تنبآ بها . ردود الأفعال هذه غالباً ما تكون بالتتابع التالي :
1. الصدمة : و نعني بها المفاجأة ، و هنا يكون الأبوان غير متوقعين لخبر و قوع الإعاقة أو المرض ، و تعتبر الصدمة من المشاعر الصعبة التي يمر بها أي إنسان .
2. الغضب : و هو ما يتبع الصدمة ، و هو يمكن أن يوجه لأي شخص (الزوج) الزوجة ، الطبيب ، أو الشخص الذي أعطى المعلومات .
3. النكران و الرفض : وهو أسوء مرحلة يمكن أن يمر بها الوالدان بعد التشخيص ، و هي أن ينكرا إصابة طفلهما بإعاقةٍ ما فتجدهما إما يعرضناه على أكثر من أخصائي أو يتعاملان معه و كأنه لا يعاني من أي مشكلة فيهمل و تتفاقم حالته ، وقد يظهر الرفض في عدة أشكال ، فقد يكون موجهاً للطفل نفسه . و أحد أخطر أشكال الرفض و التي تعد غير مألوفه في مجتمعنا المسلم ( ولكنها موجودة ) هو تمني أحد الأبوين الموت لطفله و ذلك عندما يصل الشعور بالإكتئاب أعلى مستوياته .
4. الألم و الحزن : و هذا الإحساس يأتي إما من وقع الخبر أو بسبب الإحساس بالذنب تجاه ما حل بالطفل ، و تلك هي المشاعر المتوقعه و التي تستمر لفترة ما بعد سماع أخبار مؤلمة .
5. الخوف : و هذه من المشاعر التي تعتري معظم الآباء و هو الخوف على مصير الطفل المجهول ، و الخوف من رفض المجتمع له أو الخوف من أن تسوء حالته . و أحد صور الخوف هو مخافة أن لا يحب الزوج أو الزوجة الطفل ، و على أي حال فإن أي نوع من هذه المخاوف قد يؤدي إلى شلل في تفكير الأبوين و يمنعهما من إتخاذ أي قرار حيال حالة الطفل .
6. الشعور بالعجز : و هذه هي المشكلة التي تحد من مساعدة الوالدين لطفلهما و هي الشعور بعدم الكفاءة و عدم القدرة على مواجهة الظروف الصعبة التي يمرون بها ، فعندما يشعر الشخص بالعجز يسهل عليه تقبل نصائح و آراء الناس حتى و إن كانت خاطئة .
7. إضطراب التفكير : و يحدث هنا الشعور نتيجة عدم الفهم الكامل لما يحدث و ما سوف يحدث و هذا من شأنه أن يحد من القدرة على إتخاذ القرارات ، و في العادة تبدو الأمور مشوشة و غير مترابطة و يصعب الوصول بعد ذلك لنتيجة نهائية .
8. و أخيراً التأقلم و إعادة التوازن : و هذا ما سنتحدث عن لاحقاً .....

هذه مقدمة مختصرة كافية بأن تعطي صوراً للوضع الذي يمكن أن يعيشه والدا الطفل ذو الإحتياجات الخاصة ، و هنا يأتي السؤال : أن يا من تأهلت لأن تشخص الإعاقة ، هل أنت مؤهل أيضاً لأن تحتوي الموقف بكل ما يحمله من أحزان و شجون ؟؟!
يولي الأطباء في الغرب إهتماماً كبيراً فيما يتعلق بطريقة إخبار ذوي الطفل المعاق بالتشخيص النهائي للإعاقة حيث أن التنبؤ بمستقبل هذه الإعاقة يتوقف على تقبل والدي المعاق لها ، و مدى تقبلهما يعتمد على إسلوب المشخص في إيصال المعلومة . فمن أنجح الأساليب التي تؤدي إلى إختصار المراحل التي قد يمر بها الوالدان بعد معرفة الخبر - ما ذكر سابقاً - وهي أن يختار المشخص الوقت و المكان المناسبين لإخبار الوالدين ، كما أنه يجب أن يستخدم إسلوباً و لغة تبسيطية تتسم بالتعاطف و الهدوء و أن يأخذ بعين الإعتبار المستوى التعليمي و الثقافي للوالدين و أن يكون مستعداً لطرح الحلول و الإختيارات و السبل التي يمكن أن تساعد الوالدان على مساعدة إبنهما المعاق فور تشخيصه . و الأهم من ذلك كله ، يجب على المشخص أن يكون مستعداً لتقبل ردود أفعال الوالدين ، فليس أصعب من أم تواجه إعاقة فلذة كبدها و ليس أقسى من موقف أب يتطلع لمستقبل متميز لإبنه يراه ينهار أمامه في لحظة .
في أول لقاء لي مع مجموعة كبيرة من أولياء أمور لأطفال معاقين ، وجدت تفاوتاً كبيراً في خبرة كل منها في الإعاقة ، فمنهم من هم حديثي العهد بها و منهم من تعايشوا معها منذ سنين طويلة ، و لكنهم إتفقوا على شيء واحد ، فإنهم و بإختلاف إعاقات أولادهم لم يجدوا من يأخذ بيدهم لحظة معرفتهم بالإعاقة ، و هذا شيء غير طبيعي و ذو دلالة خطيرة ! فمن الواضح بأن أبسط واجبات الطبيب أو الإختصاصي تجاه مرضاه لا تطبق إذاً ، فكيف هو الحال في ما هو أعقد من ذلك ؟ فهل يجب أن نمر بمعاناةٍ ما كي نشعر بمعاناة الآخرين ؟ و هل يجب أن نجرب الألم كي نمد يد العون لتسكين آلام غيرنا ؟ لا ، فالرحمة لا تعرف شروطاً و الواجب لا يخضع لمواقف دون غيرها !
و هنا أوجه ندائي لمن تأهل ليكون في هذا الموقع ، و أقول : عندما يدفع القدر أبوين بأن يطلبا مساعدتك منهما لم يختارا ذلك ، هو القدر نفسه الذي وهبهما طفلاً وضع قدميهما رغماً عنها نحو أول خطوة في طريق الإعاقة الصعب ...... فرفقاً بهما !

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث الاسبوع المعاناة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفتاة المعاقة :: ¯`·.·••·.·°¯`·.·• الــــمــنـتـديـــات الـــعـــامــــه •·.·°¯`·.·••·.·°¯ :: الــــــقــــــســـــــم الـــــــــعـــــــــام-
انتقل الى: