حين نبكي
إذا ما اكتظت الهموم في القلوب، ورحت تبحث عن وسيلة تلقي بها هموم قلبك المثخن بالجراح والمثقل بالأحزان ربما كانت هذه الراحة في دمعة حارة تسيل من عينيك التي اجتمعت بها ظلمة الهموم .
ولأن الدمعة علاج للهموم، فلربما كان العلاج ثمنه غال لا يستطيع أن يصل إليه كل أحد، ولربما عظم المصاب حتى تتحجر معه المدامع في المآقي، ولعل هذا مرض أعظم وأخطر من الهموم المتراكمة في القلب .
على حد قول القائل: :
فــزعت الى الدمـوع فلم تجـبني
وفقد الدمع عند الحـزن داء
ومـا قـصـرت في حزن ولكــن
إذا عظم الأسى فقد البكــاء
تجد الصديق الذي يبكي صديقا له وقد فرقت بينهم المسافات .
وتجد حبيبا يبكي حبيبه الذي أدخل في ظلمات القبور الموحشة غير موسد ولا ممهد ..
ولربما جربت دمعة بينك وبين نفسك مخافة لله، إعلانا للتوبة بين يديه وانطراحا ببابه رجاء عفوه وخوف حسابه، ومحبة له وشكرا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى .
فما أجمل هذه الدمعة، ويا لذتها من دمعة .
ولربما سالت منك دمعة منك لجفاء صديق، أو لبعد قريب أو لظلم ظالم، أو لفقد عزيز،
ماأجمل الدموع ويالروعتها