الفتاة المعاقة الادارة
عدد الرسائل : 476 تاريخ التسجيل : 07/08/2007
| موضوع: رياضة المعوقين الخميس ديسمبر 17, 2009 9:14 pm | |
| كان المعوقون في الماضي يلجئون إلى العزلة والانطواء ، وما يحدث ذلك من تأثيرات سلبية على سلوكياتهم ، فالإحساس بالعجز يتزايد ويتفاقم ويتضاعف ، وبالتالي كانت نظرتهم إلى الحياة نظرة ضيقة يلفها اليأس والقنوط والكآبة . إلا أن البعض استطاع أن يقضي على هذه النظرة ، ويحطم أسوار اليأس والعزلة وقيود الخوف والرهبة ، ويتبوأ مكان الصدارة على صفحات تاريخ الإنسانية ، وينتزع نظرات الإعجاب والتقدير من الجميع ، ولم تعد العاهة كما كانت يخجل منها ، ويتواري معها المعوق عن الأنظار .
وهاهي هيلين كيلر ( 1880-1968 م ) الكاتبة المشهورة ، والتي كانت تعاني من الصمم والبكم والعمى، مازال صوتها يدوي في أرجاء العالم عندما قالت " إن العمى ليس بشيء وأن الصمم ليس بشيء، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم ، وأنه على الرغم من امتلاك الإنسان خمس حواس ضئيلة عاجزة ، هناك حاسة سادسة هي التي وحدها تستطيع أن ترى ما لا تراه العيون ، وتسمع ما لا تسمعه الآذان ، وتدرك ما لا تدركه العقول ، وهذه الحاسة التي تغنينا عن الحواس الأخرى هي دليلنا في هذه الحياة وعزاؤنا في العالم .
وترجع فكرة رياضة المعوقين إلى أيام الحرب العالمية الثانية عندما جاء الدكتور لوديج جوثمان إلى المركز الخاص بجرحى العمود الفقري في مستشفى ستوماندفيل بإنجلترا ، حيث كان المقعدون يقضون حياة ساكنة وخاملة ، وفي عزلة تامة يتجرعون ذكريات الماضي وآلام الحاضر ، وبالتالي يفقدون ثقتهم بأنفسهم ، وبكل شيء يحيط بهم .
وقد كان الدكتور جوثمان من مؤيدي الفكرة القائلة إن باستطاعة الرياضة أن تساعد أصحاب العاهات على إستعادة توازنهم الجسدي والمعنوي ، وتحقق لهم اتصالا أفضل بالمجتمع ، كما تنمي قدراتهم البدنية والعقلية ، وأن هدف العاب المعوقين سواء الرجال أو النساء ، أن تحفز وتدفع لديهم الأمل والإلهام فالمعوق يستمد رؤيته لذاته من خلال رؤية الآخرين له .
وشرع الدكتور جوثمان بتطبيق هذه الفكرة منذ عام 1948 عندما أقيمت أول دورة لألعاب ستوك ماندفيل حيث اقتصرت في البداية على الرماية بالقوس ، واشترك فيها المحاربون القدماء في الجيش البريطاني وكان عددهم 18 مشلولا بينهم سيدتان ، وذلك في نفس يوم افتتاح الدورة الأولمبية التي أقيمت في لندن ، والتي افتتحها الملك جورج السادس .
ومازالت دورة العاب ستوك ماندفيل تقام كل سنة لثلاث سنوات متتالية ، وفي السنة الرابعة تعقد في البلد الذي تقام فيه دورة الألعاب الأولمبية وذلك منذ عام 1960 حيث انتقلت بطولة العاب المعوقين إلى روما ، التي أقيمت بها الدورة الأولمبية ، واشترك فيها 400 لاعب معوق ، وفي عام 1964 أقيمت في طوكيو باليابان واشترك فيها 375 لاعبا ، وفي عام 1968 أقيمت في مكسيكو بالمكسيك واشترك فيها 750 لاعبا ، أما في عام 1972 كانت في أيد لبرج بألمانيا الغربية حيث اشترك ألف من المعوقين يمثلون 42 دولة ، وفي دورة تورنتو بكندا عام 1976 اشتركت خمسون دولة.أما الدورة السادسة عام 1980 وكان مقرها موسكو ، إلا أنه ولظروف سياسية تم تغيير مكانها إلى هولندا ونفس الشيء حدث في عام 1984 حيث كان مقرها لوس أنجلوس ، إلا أنه تم تغيير مكانها إلى ستوك ما ندفيل واشترك خلالها 44 دولة يمثلها 1500 لاعب معوق ، وفي دورة سيول عام 1988 اشترك 3200 معوق يمثلون 60 دولة ومن ناحية أخرى تعقد أربع لقاءات رياضية كبرى في ستوك ماندفيل منذ عام 1969 وهي :
مسابقات العاب ستوك ماندفيل الدولية ، مسابقات ستوك ماندفيل القومية ،مسابقات الأطفال المصابين بعاهات متنوعة ، مسابقات الكبار المصابين بعاهات متنوعة .
ألعاب المعوقين :
تتميز مسابقات المعوقين بأن لها قانونها ونظامها الخاص ، وبرنامج المسابقات يتم إعداده ليلة البطولة بعد الانتهاء من التقسيم الطبي لتحديد فئات اللاعبين بصرف النظر عن السبب في الإعاقة سواء كان مرضيا كشلل الأطفال أو نتيجة حادث أو إصابة في حرب ، فالجميع لهم الحق في الاشتراك في المنافسات تبعا لشروط وقواعد اللعبات .
وتقوم اللجنة المنظمة للبطولة بإجراء الكشف الطبي على جميع المشاركين قبل البطولة ، وبناء على هذا الكشف يتم تقسيم اللاعبين إلى ست فئات مختلفة ثم تقسم كل فئة إلى ثلاثة أقسام أخرى وفي حالة وقوع أخطاء من بعض اللاعبين يمنع قانون المعوقين شطب أي لاعب بل يتم نقله إلى فئة أخرى أقل ، كما أن اشتراك اللاعب لأول مرة في البطولة مهما كان عمره يستوجب مشاركته ضمن الناشئين ، ثم يرقى بعد ذلك للعمومي في المرة التالية للبطولة أما الألعاب الرياضية التي يمارسها المعوقون فهي :
تنس الطاولة ، السباحة ، البولينج ،رفع الأثقال ، القوس والسهم ، المبارزة ، كرة السلة ، كرة الطائرة ، العاب القوى ، إلا أن المتخصصين قاموا بإجراء بعض التعديلات على العاب القوى ، مع أن المعوق يستخدم الأدوات العادية ، كما تمارس على نفس ملاعب العاب القوى ، وعلى المعوق أن يختار ما يناسبه ، وهي تتألف من : الرمح ، القرص ، الجلة ، الصولجان ، الخماسي الذي يتألف من رمي الرمح ، ورمي الصولجان ، ومسابقة القوس والسهم ، والسباحة لمسافة 60 مترا .
كذلك تقام سباقات المضمار فتشمل مسابقات الجري والتتابع ، والفوز فيها لمن يقطع مسافة السباق في أقصر زمن ، وذلك عن طريق دفع الكرسي بالأيدي من إطار الدفع بالعجلات ،بالإضافة إلى هذه السباقات ،فهناك أيضا سباق الموانع ، التي تجري بظهر الكرسي ، ثم بعض الموانع الأخرى لتعطيله بعض الشيء .
وبالإضافة إلى هذه الألعاب فهناك كرة الجرس والتي تشبه إلى حد كبير كرة القدم ، ولكن اللاعب يعتمد فيها على حاسة السمع في مزاولتها ، فالكرة تمتاز بوجود جرس بداخلها ، ويصل حجمها نصف كرة السلة ، ويتكون الفريق من 7 لاعبين ، وتلعب في ملاعب مغلقة ، وتحتاج إلى التزام الصمت أثناء المباريات سواء من اللاعبين أو الجمهور .
ويحلم المعوقون أن تعترف اللجنة الدولية برياضة المعوقين ، وأن تصبح جزءا من الألعاب الأولمبية في المستقبل ، وأن يسمح لهم بالاشتراك في هذه الدورات .
إنجازات أبطال العرب
تعتبر كل من المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والسودان والبحرين والأردن من أوائل الدول العربية التي تعطي اهتماما خاصا بالمعوقين والعمل على تأهيلهم في شتى نواحي الحياة ،كما تنتشر أندية المعوقين في أنحاء الدول العربية ،وتأتي مصر في مقدمة هذه الدول والرائدة في مجال العاب المعوقين ، بينما تحتل الكويت المركز الأول من حيث التفوق الرياضي ، فقد استطاعت أن تحصد خلال مشاركتها العالمية على 431 ميدالية ما بين ذهبية وفضية وبرونزية . وتحتل عادلة الرومي أشهر رياضية كويتية ،وخير سفيرة للرياضة العربية مكانة مرموقة في سماء الرياضة العالمية كأقوى فتاة معوقة في العالم ، ففي بطولة ستوك ما ندفيل عام 1979 استطاعت أن تحصل وحدها على سبع ميداليات ذهبية ، وفي عام 1981 اختبرت ضمن أحسن عشرة رياضيين بالكويت ،وفي دورة سيول عام 1988 فازت بميداليتين ذهبيتين وثالثة فضية ، وفي بطولة استوك ماندفيل عام 1989 نالت لقب أفضل رافعة أثقال معوقة في العالم حيث رفعت 105 كيلو جرامات . وعندما قررت الأمم المتحدة اعتبار عام 1981 السنة الدولية للمعوقين كانت المبادرة المصرية لتحية ذلك العام ، حيث نجح ستة من المعوقين المصريين في عبور المانش بالتتابع ، وقطع الأبطال المعوقون المسافة وهي 33 كيلومترا في 10,17 ساعة وهو رقم يفوق أرقام بعض الفرق التي عبرت المانش بالتتابع ،والمكونة من سباحين محترفين وغير معوقين ، وفي عام 1985 قامت مجموعة أخرى بعبور المانش ، وتكللت أيضا بالنجاح .
وفي عام 1982 استطاع خالد حسان أن يعبر المانش في 12,34 ساعة ، فكان أول سباح معوق في العالم يعبر المانش من مصر ، وفي عام 1983 نجح المصري خالد شلبي في أن يقهر القنال الإنجليزي ، كما استطاع أيضا مسعد أبو خشبة أن يعبر المانش في عام 1990 . وأخيرا فإن هؤلاء الرياضيين ، وما يصنعون من إنجازات ضخمة ربما لا يستطيع الكثيرون من أصحاب الصحة والعافية على تجاوزها ولا يقدرون على تحقيق جزء مما حققه المعوقون ويحققونه ، وقد قيل في الأمثال كل ذي عاهة جبار .
فالمعوقون يملكون إرادة حديدية وعزيمة لا تلين وإصرارا على تجاوز الأزمات والصعاب ، ورياضتهم ما هي إلا إحدى الوسائل التي تشبع المعوق بقوة الإرادة على مواجهة الحياة والمجتمع ، وإثبات وجوده وذاته على خريطة الحياة ، فقد أصبح الآن من أهم المؤشرات التي تدل على مدى التقدم والإنجاز والرقي بين الدول تحقيق مبدأ الرعاية للمعوقين في جميع المجالات ، وفي ذلك توفير العدالة الإنسانية ، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين جميعا .
المصدر - مجلة أهلا وسهلا - مجدي عبد العظيم عثمان
انا على يقين بان هذا الموضوع قد سبق وان اضيف ولكن فقط احببت الاشاره اليه مره اخرى للمعلومات القيمة والمفيدة التي فيه ..... فيشكر من قد اضافه
| منقول للفائدة | |
| |
|