الفتاة المعاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفتاة المعاقة

كل ما يخص الفتاة المعاقه من كافة جوانب الحياة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مزيج نظرة..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أمير الخيال




عدد الرسائل : 37
تاريخ التسجيل : 25/05/2010

مزيج نظرة.. Empty
مُساهمةموضوع: مزيج نظرة..   مزيج نظرة.. Icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2010 6:46 am

( مزيج نظرة )



الناس تتحرك في كل مكان في شارع، علي جانبيه تنتشر المتاجر الجديدة الراقية، والحركة علي أشدها داخلها، وخارجها ينتشر المارة بنفس شِدة الحركة، بل أكثر..

كلٌ ساعياً لبلوغ هدفه، ولتحقيق أماله في الحياة..

كل شيء كان ينبض بالحركة...........

ولكن علي رصيف لأحد المتاجر سكن شخص، وكأن الزمن توقف عنده هو فقط، وأوحى جسده بالهدوء والسكينة، ذلك لأن جسده اسـتقر علي كرسي مُتحرك، ومُشوه البُنيان بالكامل، مقبول ملامح الوجه..

الشيء الذي لم يكن ساكناً في ظاهره هـي عيناه..

تلك التي كانتا تجولان بشدة في وُجوه المارة، الذين انطلقوا من نقطة معينة يرقبها الشاب المُعوق، الذي بقي له فترة علي هذا المِنوال..

وفجأة.. توقفت عيناه عن الحركة، وضاقت حدقتاه، وتركزت علي نُقطةٍ معينة..

وهدأت حركة المارة في لحظة..

ومن هنا..

علا ثغره ابتسامة ظفر.. فقد كان نهاية خط بصره واقعاً علي فتاة شابة في بريق الشمس، وبياض وجه القمر..

كانت الشخص الذي اختاره قلبه ليهيم في وجهها الجميل الأخاذ راحةً..

وحيرةً..

وحُباً..

واشتياقاً..

اشتياقاً حتى وهي أمامه..

نظر لها بعين المُحب..

العاجز..

المسرور..

الحائر..

العاشق..

المعذب......

شاهدها وهي تقترب رويداً.. رويداً.. كأنها تتهادي علي ضـفاف نهـر، وسـط بستان عطـر يُسكر العـقل من سلطان جمال رائحته....

توقف الزمن، واختـفي كـل شيء أمام عينيه.. ما عـداها..

كان يتطـلع إليها مشدوهاً.. إن قلبه اختارهـا هي بالـذات..

جمالها بالذات..

شخصيتها بالذات..

طريقة مشـيها بالذات...

كان في اختراقها الطريـق الممتد أمامها سِـمة مميزة..

بدت وكأنها أميرة غـير متوجة.. تخطـوا خطـواتها الهادئـة الرزينة بين رعيتها بكبّر وعِـزة، وكأنها تعرف قـدر نفسها.. والرُعـاة.. لم يعـترضوا.. بل أكد عـدم اعتنائهم الظاهـري بالاعـتراف بحقها في التفوق عليهم بجمالها الراقي، حتى أن الشخص الساكن الجسم، المتحرك النظرات، والتي استقرت نظراته بنظرة واحدة طويلة عليها.. اعترف بذلك.. فلقد أعطي نفسه الحق كله للنظر إليها فقط، وسحب أي حق النظر إلي أي شخص آخر سواها...

شعر أنه انفرد بالنظر إليها عن العالم.. وأنه اختفي كل شيء، واحتل الفضاء والسحاب الأبيض كل شيء.. واحتلت هي في نظره مكان الشمس، واحتل هو مكان البعيد في بُعد منالها....

اقتربت.. وشعر أن مُثير قلبه يتضح..

وكلما بان وُضوحه، كلما زاد اضطرابه...

بدأت أنفاسه تعلو وتهبط بشكل غير طبيعي..

وبدأ قـلبه يشحـن تياراً عـنيفاً من الحُـب والشوق والطُهر والنقاء ارتد له جسده الساكن.. ثم هـدئ رويداً، غير أنه قد لازمتـه رجفة في جميع أجزاء جسده... جمالها الباهر الخلاب ذهل عقله وقلبه معاً، فمضي ينظر لها بعين الدهشة المتسائلة:

هل يوجد في هذا الكون فتاة في مثل جمالها ؟!.. خاصة لو أضيف إلي جمالها شخصيتها الأنيقة، وسلوكها الراقي، ومشيتها الرزينة الهادئة، وبسمتها العذبة النادرة، وسِحر نظراتها المسكرة الفاتنة...

لم تكن نظرة عادية شذراً.. بل كانت نظرة تحمل من المشاعر والمعاني الكثير.. كانت نظراته لها في هذا الوقت تحمل مزيج من المشاعر والمعاني التي تبثها عيناه..

نظرة المحُب العاشق المجنون بها..

نظرة تفتش عنها..

نظرة الراحة لرؤيتها..

نظرة في عدم استحقاقه لها..

نظرة مسرورة بها..

نظرة عجز عن مصارحتها بمكنون قلبه نحوها..

نظرة حائرة في جمالها..

نظرة متشوقة لوجهها النادر..

نظرة معذبة أشد العذاب من حبها الغالي..

نظرة تفتش في وجهها عن مكنون أعماقها...

نظرة المحروم منها..

وجاءت اللحظة الحاسمة.. إنها تقترب، وتكاد تكون أمامه..

ويا له من موقف، ويا لها من لحظة..

إنها اللحظة التي يكون وجهها واضحاً بفتـنته، والذي يبث شخصيتها المبهرة في رُقـيها، وروعة هـدوئها، وبسـمة وجهها الساطع النادر.. كـل مميزاتها وضحت وظهرت له بشدة..

جعله ذلك يرتجف بشدة في أعماقه، حتى أن رجفته ظهرت علي جسده الضئيل الساكن.. وبدى علي وجهه الاضطراب، والتغـير المشدوه.. وتحرك جسده الضئيل معـتدلاً يريد أن يراها في وَضع مُتمكن من الإلمام بكل خلجة من خلجات ملامح وجهها اللُؤلؤي..

كل حركة..

وكل سكنة في سلوكها..

كل تعبير علي وجهها..

كل نظرة تنظرها ، لعلها تنظر إليه ، وتعلم ما يبثه وجهه عـن ما يكتـنفه قلبه..

كل خطوة تخطوها..

كل تصرف تتصرفه..

كل قُرب يقربها منه..

كل تعبير علي وجهها تُعبره عن حال ما في أعماقها.. نظراتها المستقيمة الوقورة.. عينها بالفعل كانت عين " أميرة "..

إن مجرد ملامحها الجميلة النادرة، يصّعـد الدمـاء في رأسه.. ويريد أن يصف جمالها، فلا يستطيع.. ويتلعثم لسانه، وتضطرب أنفاسه، ويرتعش جسده مُقدراً حقيقة جمالها وشخصيتها..

كان مفتوناً بها.. لم يُعطي حُباً هكذا لأي واحدة أحبها...

بالفعل كان الأمر غريباً... أن يُحب فتاة تمر في الطريق أمامه.. ولا يعلم عنها شيء سوى اسمها فقط.. ولكنه رغم ذلك أحبها، واستكانت في أعماق فؤاده.. وبمجرد أن يري وجهها بوضوح يستطيع استشفاف مكنون شخصيتها، وحالة مزاجها، وطريقة تفكيرها، وكيفية تعاملها في بيتها، وظروفها التي تُعانيها.. كان يستطيع رؤية كـل ذلك من خلال نظرة إلي وجهها الوَضاء الجميل...

ورغـم مُراقبته لها، وحِرصه لأن يكون مُستعداً لرؤيتها ــ علها تنظر إليه نظرة تُسعده ــ فلم تشعر بأن هناك من يُراقبها.. أو بالأصح شعر هو بذلك، أنها لم تشعر بأحد يُراقبها..

لم تشعر بأن شخص مثله، يمتلئ قلبه بالحب والعشق لها.. كان يتساءل:

هل له الحق في حُبها ؟، وهل هي تعتقد أن شخصاً في مثل حالته هذه له الحق في أن يحبها وهي تحبه ؟...

لم يجد جواباً قط عن سؤاله ذاك.. وربما لا يجد أبداً.. وربما يجد الجواب.. ويُصدم للحقيقة !!...

الحقيقة !!.. الحقيقة التي علمها دوماً هـي أنها أجمل من أن تكون حقيقة.. إنها حُلم جميل.. لن يتحقق إلا في عالمه الذي صنعه هو.. فقط.. عالم الخيال الممتع......................

راقبها بشغـف حتى ابتعـدت من أمامه.. وأصبح ظهرها له.. رمقها بنظرة حزينة شاجية مُلتهبة بما ينطوي عليه في أعماقه.....

ابتعدت بهدوء..

وتمتم بكلمات، وكأنه يخاطبها قائلاً في هيام حزين شاجي:

ــ (( صاحبتكِ السلامة يا حبيبة مُهجتي ولُبي.... )) .

.. ابتعـدت.. وابتعـدت.. بخطواتها الرزينة الهادئة، التي هـي أقرب إلي خطوات الأميرات، المُبجلات خارقات الحُسن والجمال...........

برغـم شِدة ابتعادها، إلا أن نظرات ذاك الشاب المُعوق، ما زالت علي نُقطتها المتقطعة بين الرعية المارين...

وعند ذلك..

وبعد أن ظل نظره مُعلقاً حوالي الدقيقتين منذ اختفائها.. ناظراً النظرة الأخيرة... عاد إلي سُكونه مرة أخرى.. ولكن هذه المرة لم يكن أي شيء في جسده يتحرك، حتى عينيه توقفت شاردة...

الشيء الوحيد الذي لم يكن ساكناً، هـو في أعماقه الثائرة..

قلبه..

وانحدرت دمعة ساخنة مريرة من علي جداره الرقيق، الذي كان ينبض بشدة بعد أن جمع الشيء الكثير من المشاعر التي التقطتها عين صاحبه من..

مــزيـج نــظــرة.


تمت بحمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفتاة المعاقة
الادارة



عدد الرسائل : 476
تاريخ التسجيل : 07/08/2007

مزيج نظرة.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزيج نظرة..   مزيج نظرة.. Icon_minitimeالخميس مايو 27, 2010 11:50 pm

نظر لها بعين المُحب..

العاجز..

المسرور..

الحائر..

العاشق..

المعذب......

انها كلمات تعبر عن مشاعر فياضه وقلب ينبض

وتدل على كاتب ومفكر وفيلسوف يستطيع ان يرسم صورة بالمشاعر

جزاك الله خيرا فقد حركت فينا نبض كامن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مزيج نظرة..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفتاة المعاقة :: ¯`·.·••·.·°¯`·.·• مــنـتـدي الـــــوحـــــي الـــــفـــــكــــري •·.·°¯`·.·••·.·°¯ :: قـــــــســــــم الــــقـــــصـــــص و الـــــــــروايــــــات-
انتقل الى: