الفتاة المعاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفتاة المعاقة

كل ما يخص الفتاة المعاقه من كافة جوانب الحياة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل انت محتاج؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفتاة المعاقة
الادارة



عدد الرسائل : 476
تاريخ التسجيل : 07/08/2007

هل انت محتاج؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل انت محتاج؟   هل انت محتاج؟ Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 13, 2010 11:05 pm

حين يختار رجلٌ امرأة للزواج، عادة ما تكون معايير الاختيار هي مدى ملائمة جمالها وقوامها وشهادتها وأخلاقها وعملها بمتطلباته، ومن جانبها هي.. فمعاييرها قد تتركّز على عمل الرجل وشهادته وأخلاقه وراتبه وقدرته على أن يلبّي متطلباتها الأساسية وربما الكمالية، وفي الحالتين يكون المعيار مبنيا على: ماذا أستطيع أن أحصل؟ وهل هذا الشخص يصلح لي أو ينفعني؟ ومع مشروعية تلك المعايير وأهميتها، إلا أنها جميعاً لا تخرج عن تمحور الفرد حول نفسه ومنافعها وتسخير من حوله لخدمته أو لمساعدته في الوصول لما يريد، فكل منهم ينقصه شيء ويبحث عمّن يسدّ نقصه ويعطيه احتياجه.

واختيار شريك الحياة ما هو إلا قرارُ واحدُ، وحياتنا كلها قرارت في كل لحظة وفي كل كلمة وعمل، فلنا الخيار دائما أن نقول تلك الكلمة أو لا نقول، نقوم بعمل ما أو نقوم بآخر مختلف أو أن نقوم به بطريقة أخرى، وفي كلّ الحالات، هناك تبعات لكل قرار نتحملها وتنعكس على من حولنا بطريقة أو بأخرى، وهذا ينطبق على كلّ ما نقوم به طوال اليوم، ولكثرتها وتكرارها، نراها صغيرة وتافهة ولا نتعامل معها كقرار، لأننا كما الكثيرين، قد تكون القرارات بالنسبة لنا هي تلك الأمور الواضحة والجلية كقرار الزواج أو شراء منزل أو اختيار عمل أو تخصّص دراسي، ولا تندرج تحته الأمور الصغيرة والاعتيادية اليومية.

والأسس التي نبني عليها قراراتنا الكبيرة، هي ذاتها التي نبني عليها قرارتنا الصغيرة والتي نتصرّف بها بشكل لا إرادي وبديهي، فهذه الأسس تعتمد على النظرة العامة التي يرى بها الإنسان نفسه والحياة، فهو إما أن يرى نفسه في موقف المحتاج أو المُعطي، وهناك فرق شاسع بين الاثنين، فكل منهما منهج حياة ونظرة وتبعات.

فالمحتاج يركز على نقصه دائما ويبحث عن فرص الأخذ، وأما المعطي فهو غني بطبعه ويبحث عن سبل العطاء، فحين يختار زوجة، أو تختار هي زوجاً، يطرح أسئلة مثل: ماذا أستطيع أن أعطي لمن أتزوجه، وكيف أستطيع أن أساهم معه في بناء عائلة تشعره بالراحة والطمأنينة، وكيف أستطيع أن أسانده ليكون إنساناَ أفضل ويكون بعد زواجه بي أكثر رضا وسعادة من قبل، وماذا أستطيع أن أفعل لأَبني معه عائلة سعيدة وأربي جيلاً متوازناً؟ أو من هي الزوجة الشريكة المُثلى التي أستطيع معها أن نحقّق بنجاح شيئا للآخرين ولقضايا المصير؛ لأمّتنا، لوطننا، وللإنسانية؟

فهذا الحديث وهذه الأسئلة تنم عن اعتراف هذا الشخص وإيمانه بقدراته وبغناه وأنّ لديه ما يعطي، فيتعامل من منطلق القوّة لا الضعف والحاجة، وتكون شخصيته أقوى ورأيه أكثر حكمة لأنه بعيد عن الأنانية والتركيز على الذات، وهو يضاعف احتمالات الحصول على احتياجاته بشكل أفضل ممّا لو ركّز فقط على نفسه، لأنه يخلق توازنا مع نفسه ومع من حوله، وتستطيع عدسة عينيه أن تركّز على الأمور الإيجابية وتفرح بها، وحين ترى الأمور السلبية لا تشعر بالبؤس وتندب حظّها، بل ترى لنفسها دوراً في الحل، حتى ولو بقدر المحاولة، فهذا شخص يرى لنفسه قيمة ويتولّد لديه الشعور بالأهمية والثقة بالنفس والعزة والرغبة في الحياة.


فلنتصوّر شخصاً يستيقظ كل صباح، يسأل نفسه هذه الأسئلة، أو أحدها: ماذا أستطيع أن أعطي اليوم؟ كيف أستطيع أن أكون مفيداً؟ ماذا أستطيع أن أفعل لكي أساهم في إرساء عدالة؟ كيف أستطيع أن أرمّم قلباً كسيراً أو أدخل فرحة في قلبٍ حزين؟ كيف أستطيع أن أساهم في أن يرى شخصُ نفسه أنه يستحقّ الحياة وأشجّعه على الحركة والعمل والعطاء؟ ولنتخيل أفراداً من المجتمع يستيقظون كل صباح يسألون أنفسهم هذه الأسئلة، فيا ترى.. هل سيكون حال الأٌسَر والصداقات وبيئة العمل والمدارس والجامعات والمجتمع بأكمله كما هو الآن؟ وبالمناسبة، هل تودّ أن تكون أنت هذا الغنيّ المعطي؟



د. سرور قاروني

جمعية التجديد الثقافية - مملكة البحرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل انت محتاج؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفتاة المعاقة :: ¯`·.·••·.·°¯`·.·• مــنـتـدي الـــــوحـــــي الـــــفـــــكــــري •·.·°¯`·.·••·.·°¯ :: قـــــــســــــم الــــقـــــصـــــص و الـــــــــروايــــــات-
انتقل الى: