بيان حول التفجيرات التي طالت كنيسة القديسين

التجديد الثقافية تدعو للتعاضد لأجل المزيد من اللحمة بين مكونات الأمة..


تعجز الكلمات عن التعبير عن مشاعر الغضب والحزن والأسف لمثل هذا الحدث الأليم، وعن الإدانة لتلك اليد الآثمة التي امتدت ونالت من مجموعة من الإخوة المصريين أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية، فتلك جريمة بشعة استهدفت النيل من الدم الحرام في المكان الحرام -فكل مكان يُذكر اسم الله فيه فهو حرام، كنيسةً كان أو مسجداً أو غيرهما- بغية اللعب بمشاعرنا جميعاً، علّها تطلق عنان غرائز الثأر والانتقام فتستنزف بذلك طاقاتنا في أتون حروب الحقد والكراهية.

لا شكَّ أن الأيدي ومن ورائها العقول الآسنة التي نفّذت هذه الجريمة هي معاول هدم، تريد خلخلة قواعد راسخة، وتاريخٍ ضاربٍ في القدم من ثقافة العيش المشترك، القائم على التسامح واحترام التنوع الديني والعرقي وتقبّله، فقد شهدنا الأيدي ذاتها تعبث في لبنان والعراق وإيران والسعودية وأندونيسيا وباكستان وباقي الأقطار العربية والإسلامية هادفةً صرفنا عن النظر للمستقبل والتناحر فيما بيننا مسلمين ومسيحيين وطوائف ومذاهب، حتى نتشرذم وننكفئ عن ممارسة دورنا الحضاري المنشود.

نسأل الله تعالى أن يمنّ على إخواننا أهالي الضحايا الأبرياء بالصبر والسلوان، وعند الله نحتسبهم شهداء على طريق تعزيز الوحدة بوعينا لأبعاد هذه المؤامرة الخبيثة، وندعو الله أن يوفّق إلى النيل من الجهات التي خطّطت ودبّرت ونفّذت وتنفّذ هذا المخطط الإجرامي، فقد باتت هذه الحوادث آليةً لوصول الأعداء للهدف المتمثّل في ضرب حالة السلم والتنوع الديني الذي ينعم به الشرق خدمةً للمشروع الصهيوني البغيض.

كما نشدّد على أهمية كسب معركة الوعي ضد هذا المشروع الآثم الذي أراد شرذمتنا منذ البدء، باستلاب تاريخنا وتشويهه تحريفاً وتزويراً تارة، وبالقتل والحروب تارة أخرى، لتصريف طاقاتنا في غير طريق الرقي والتقدم وتسنّم الدور الحضاري، وندعو كل الشرفاء من أبناء هذه الأمة للتعاضد والتكاتف في مثل هذه المحن لأجل المزيد من اللحمة بين مكونات هذه الأمة.



جمعية التجديد الثقافية - مملكة البحرين

3 يناير 2011

منقووول